مبادرات ملهمة لتطوير المسرح السعودي

هناك الكثير من المبادرات التي نتمنى من وزارة الثقافة متمثلة في هيئة المسرح والفنون الإدائية تبنيها ومنها تمكين المسرحيين من إدارة وتشغيل المسارح وقاعات العروض الموجودة في مدن المملكة والتي هي حاليًا تحت إشراف جهات مثل الجامعات وإدارات التربية والتعليم و الأمانات (البلديات) والشؤون الاجتماعية والأندية الأدبية والرياضية.

وهذه الجهات لديها قاعات ومسارح لكن للأسف طول السنة “مغلقة” لدرجة أنها أصبحت متهالكة والأجهزة التي بها قديمة جدًا ولم تخضع لعمليات تطوير وتحديث.

ولك أن تتخيل عزيز القارئ أنني وجدت في أحد القاعات كشاف يعود عمره إلى ٤٠ سنة ومطلوب مني العمل به في أحد العروض المسرحية الحالية، هذا المفروض يصبح من ضمن مقتنيات المتحف المسرحي، المسرح مثله مثال كل شيء في عصرنا الحالي يتفاعل بالتطوير والتكنولوجيا الحديثة.

أيضًا، من ضمن المبادرات التي يا حبذا أن يتم تبنيها خلال الفترة المقبلة، العمل على توفير برامج التدريب والتأهيل للمسرحيين وليس بالشكل التقليدي، من خلال محاضرات ورقية أو إلكترونية أشبه بالفصول الدراسية النمطية، ولكن من خلال عمل ورش تدريب عملية حقيقية تنتج عروض المسرح متكامل العناصر من كتابة نص إلى الإخراج إلى إدارة الخشبة والإنتاج إلى التمثيل وتقنيات العرض من ديكور وصوتيات وإضاءة واستقبال الجمهور وبيع التذاكر وحساب الميزانيات وإعداد القوائم المالية، هذا ما قصدته بجملة عرض مسرحي متكامل.

ولا ننسى مبادرة دعم الإنتاج (ستار) والتي اتمنى أن تكون بشكل أفضل من العام الماضي من حيث اختيار العروض الجديرة بالإنتاج وتعيين أساتذة ومشرفين على كل مشروع من الأخوة المسرحيين العرب في (مصر والكويت والعراق وسوريا وتونس) على سبيل المثال: يتم تكليف دكتور في الإخراج والتمثيل لكي يتابع المشروع خلال مراحل تنفيذه، وبدلاً من أن يحضر ويعمل دورة لمدة شهر أو شهرين يقوم هو بمتابعة المشروع في البداية افتراضيًا ثم يحضر ويتابع مراحل البروفات ولا يمنع من وجود مدرب أكاديمي آخر متخصص في تقنيات العرض مثل: الديكور وإدارة خشبة المسرح في النهاية نرى عرضًا مسرحيًا يليق بالمشاهدة.

المحزن أن بعض العروض المدعومة التي قدمت لم ترتقي إلى درجة إسكيتش لمجموعة من الهواة وليست مسرحية، أخطاء كارثية في الإخراج والنص والحركة والآداء التمثيلي والإضاءة، مما جعلني في حالة من التساؤلات أين ستار؟ وما هي الأهداف منه؟ هل هي الإنتاج من أجل الإنتاج؟ أم إنتاج مسرح حقيقي بكل أبعاده وتفاصيله؟.

تابعنا الآن على شبكة نبض