تعتبر العيدية من العادات المتأصلة في العديد من الثقافات العربية، حيث تُقدم في الأعياد، خاصة في عيد الفطر وعيد الأضحى، وتُمنح غالبًا للأطفال والنساء، تعبر العيدية عن التقدير والمحبة، وتساهم في تقوية الروابط الأسرية والاجتماعية، كما تعمل على نشر الفرح والبهجة بين أفراد الأسرة.
تعود بداية العيدية إلى العصور الإسلامية الأولى، حيث كان المسلمون يقدمون المال للأطفال بعد صلاة العيد كنوع من الصدقة وإدخال السرور إلى قلوبهم. مع مرور الزمن، أصبحت العيدية تقليدًا اجتماعيًا متبعًا في معظم الدول العربية، وأصبحت جزءًا أساسيًا من احتفالات العيد.
الأثر النفسي للعيدية:
أوضح خبراء الطب النفسي أن منح “العيدية” يمثل عادة اجتماعية إيجابية ذات تأثيرات نفسية عميقة، حيث تحفز إفراز هرمون السعادة “الدوبامين”، مما يعزز الشعور بالفرح والراحة. كما تلعب العيدية دورًا مهمًا في تقوية الروابط العاطفية بين أفراد الأسرة، وتساعد على خلق ذكريات إيجابية. بالإضافة إلى أنها قد تكون أداة تربوية لتنمية المهارات المالية وغرس القيم الإيجابية لدى الأطفال.
المخاطر النفسية لإهمال العيدية:
حذر المختصون من الآثار السلبية التي قد تترتب على إهمال هذه العادة، مثل شعور الأطفال بالإهمال وفقدان الثقة بالنفس. كما يمكن أن تنشأ توترات بين الأفراد بسبب المقارنات الاجتماعية، خاصة بين الأقران أو الأزواج. وحرمان الزوجات من العيدية قد يضعف شعورهن بالأمان العاطفي، خاصة إذا كن يتوقعن تلقيها كرمز للاهتمام والتقدير من أزواجهن.
توصيات للاستفادة المثلى من العيدية:
ينصح الخبراء بعدة خطوات للاستفادة القصوى من العيدية:
منح العيدية دون مقارنة بين الأطفال لتجنب مشاعر الغيرة.
التركيز على القيمة العاطفية للعيدية، خاصة في العلاقات الزوجية.
تعليم الأطفال مهارات إدارة الأموال، وتشجيعهم على اتخاذ قرارات حكيمة بشأن إنفاقها أو ادخار جزء منها.
القيمة الحقيقية للعيدية:
تتجاوز العيدية كونها عادة مالية بسيطة إلى أداة نفسية واجتماعية فعالة في تعزيز السعادة والتماسك الأسري. فهي تمثل لغة حب وتقدير تترك أثرًا إيجابيًا في النفوس؛ لذلك، فإن الحفاظ على هذه العادة وتوظيفها بشكل صحيح يسهم بشكل كبير في تعزيز الصحة النفسية للأسرة وبناء علاقات أسرية أكثر سعادة وقوة.