تمكنت ماريا برانياس موريرا، التي عاشت 117 عامًا في كاتالونيا بإسبانيا، من أن تصبح أكبر معمرة في العالم منذ أكثر من عام ونصف. وقد عزت برانياس عمرها الطويل إلى “الحظ والجينات الجيدة” و”تجنب الأشخاص السيئين”. لكن دراسة علمية جديدة كشفت عن أسرار أخرى وراء عمرها المديد.
وفقاً لدراسة نُشرت على موقع “bioRxiv”، تبين أن خلايا جسدها كانت تعمل كما لو كانت أصغر بـ17 عاماً من عمرها الحقيقي، مما يوفر نظرة جديدة على كيفية تجاوزها لسن 110 سنوات والانتقال إلى فئة المعمرين الاستثنائيين.
كما كشف البحث عن دور النظام الغذائي الذي اتبعته في تعزيز صحتها. فقد كانت تتناول الوجبة الخفيفة نفسها ثلاث مرات يومياً، وهو ما قد يكون ساهم في تحسين توازن البكتيريا المفيدة في أمعائها. وقد أظهرت نتائج الدراسة أن أمعاءها كانت في حالة صحية استثنائية، حيث كان ميكروبيوم الأمعاء لديها مضادًا للالتهابات.
قبل وفاتها، كانت برانياس قد صرحت بأنها تجنبت الكحول والتدخين، وتتمتع بنشاط بدني يومي. كما كانت تعتمد على نظام غذائي متوسطي غني بالفواكه والخضراوات، بالإضافة إلى تناولها ثلاثة أكواب من الزبادي يومياً، الذي يحتوي على بكتيريا مفيدة تُساعد في الحفاظ على صحة الأمعاء.
الدراسة أظهرت أن تأثير النظام الغذائي على ميكروبات الأمعاء قد يكون له دور كبير في الشيخوخة الصحية وطول العمر. كما كشف الباحثون أن جينات برانياس تحتوي على سبعة تغيرات نادرة لم يتم العثور عليها في المجتمعات الأوروبية، وهذه التغيرات قد تكون مرتبطة بتحسين وظائف الإدراك والمناعة، وصحة الرئة، وأمراض القلب وحتى السرطان.
من خلال هذه النتائج، يأمل الباحثون أن تساهم هذه الاكتشافات في تطوير علاجات لمكافحة الشيخوخة، وفهم أفضل للأنظمة الغذائية التي تدعم الحياة الطويلة والصحية.