تُعدّ السياحة الريفية في منطقة نجران من التجارب الفريدة التي تجمع بين الاسترخاء والتفاعل مع المجتمع المحلي، مما يجعلها وجهة مثالية للزوار الباحثين عن استكشاف المنطقة، ومشاهدة الطبيعة الريفية، وأصالة التراث العمراني القديم.
وأوضح رئيس الجمعية السياحية بنجران إبراهيم آل منصور لـ”واس”، أن السياحة الريفية تُشكل أحد المسارات السياحية المهمة الجاذبة للزوار من الداخل والخارج للتعرف على تاريخ وثقافة المجتمع، وتتسّم بالتناغم الفريد بين المشاهدات الطبيعية للجمال الريفي الزراعي، والبعد التراثي لأنماط الفنون المعمارية للبيوت الطينية القديمة، وتضفي عليها العادات والتقاليد المجتمعية طابعًا إنسانيًا يتمثل في الترحيب والحفاوة بالزوار، مشيرًا إلى أن الطابع الريفي يتركز في القرى الواقعة على ضفاف وادي نجران من أقصى غرب المدينة، باتجاه الشرق لتشكل صورًا بانورامية فريدة، بما تحتويه من قصور طينية، وبساتين زراعية تحتوي على أشجار النخيل المُعمِرة، ومساحات من حقول القمح، والعنب، وغيرها، والجبال التي تحيط بها من الشمال والجنوب في تشكلات طبيعية فريدة وفقاً ل”واس”.
وأشار إلى أن الزائرين للمنطقة من دول مختلفة يفضلون التعرف على حياة الريف، وتُدهشهم الطبيعة المحلية، وتعامل الأهالي المحليين من خلال ترحيبهم بالضيوف وتقديم الضيافة لهم، وممارسة عاداتهم وثقافتهم الشعبية، وتقديم الأكلات التي تشتهر بها المنطقة، إلى جانب تقديم القهوة السعودية، واستقبالهم بالزي المحلي التراثي، مبينًا أن من أهداف الجمعية السياحية تعزيز السياحة الريفية، ضمن مشاريع مستقبلية للاستفادة من المقومات الطبيعية، والإرث الثقافي والعمراني الضارب في عمق التاريخ لمنطقة نجران.
من جانبه أوضح المزارع أحمد ناصر، من قرية الحضن، التي تشتهر بالزراعة والبيوت الطينية، أن الزوار يتوافدون إلى القرية من مختلف الجنسيات لمشاهدة الطبيعة الريفية، وطرق الزراعة، وحياة المزارعين اليومية، يدفعهم لذلك موقع قرية الحضن المميز، المتمثل في إطلالتها على أهم المواقع التاريخية بالمنطقة مثل قلعة “رعوم”، وجبل “أبو همدان”، وقصر “العان” التاريخي، إضافة إلى ما تضمه من بيوت طينية قديمة تنتشر في أرجاء القرية، ولتنوع الزراعة فيها بين الزراعة التقليدية القديمة والحديثة، واحتوائها على تجارب زراعية جديدة تشمل زراعة الفراولة، والبن، وإنتاج أجود أنواع العنب، والتمور، وأيضًا المحاصيل الزراعية الأخرى.
وأكد عدد من المتنزهين في القرى الريفية الواقعة على ضفاف وادي نجران، أهمية المسارات الريفية في نجران بما تضمه من مواقع ذات طابع جمالي فريد يجمع بين جمال الطبيعة وتنوعها بين الأودية والتلال والجبال والمزارع، والتراث والتاريخ من خلال القلاع والقصور التاريخية، وقربها من حي أبا السعود التاريخي، بما يجعلها مسارات سياحية وترفيهية متكاملة في جميع الأوقات والفصول، وخصوصًا شهر رمضان المبارك الذي يشهد إقبالًا متزايدًا من الزوار خلال فترة العصر وما قبل الإفطار، وتناول وجبة الإفطار على ضفاف الوادي الذي تطل عليه القرى الريفية ببيوتها الطينية، ونخيلها الباسقات.