أكد عدد كبير من الخبراء أن الاستخدام المفرط للتصوير المقطعي المحوسب “CT scan” قد يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بالسرطان لدى المرضى.
وأشارو إلى أن ذلك بسبب التعرض لجرعات عالية من الإشعاع تفوق المستويات الآمنة، وفقًا لما نقلته صحيفة نيويورك بوست الأمريكية.
ويُستخدم التصوير المقطعي المحوسب على نطاق واسع في تشخيص الأورام، وأمراض الأعضاء الداخلية، وكسور العظام، نظراً لدقته في تقديم صور ثلاثية الأبعاد مفصلة للجسم، إلا أن خبراء أشاروا إلى أن بعض المرضى يتلقون جرعات إشعاعية تتجاوز الحد الموصى به، مما قد يشكل تهديدًا على صحتهم.
وفي هذا الصدد قالت الدكتورة ريبيكا سميث بيندمان، الأستاذة في كلية الطب بجامعة كاليفورنيا: “لا يزال العديد من المرضى يتلقون جرعات إشعاعية تفوق بمرتين أو ثلاث مرات الجرعة الموصى بها، مما قد يؤدي إلى إصابة الآلاف منهم بالسرطان”.
وأضافت أن التقديرات تشير إلى أن عدد الحالات المرتبطة بهذه الفحوصات قد يصل إلى 36 ألف حالة سرطان سنويًا.
وأعربت بيندمان عن قلقها إزاء تزايد الاعتماد على التصوير المقطعي المحوسب، محذرة من أن الجرعات الإشعاعية المستخدمة في هذه الفحوصات تشهد ارتفاعًا مستمرًا، ما يزيد من خطر الإصابة بالسرطان.
وأظهرت دراسات أن الخطر يزداد بشكل ملحوظ لدى الأشخاص الذين يخضعون لفحوصات متكررة، ففي دراسة أجريت على أكثر من 3 آلاف مريض، كان خطر الإصابة بالسرطان بعد فحص مقطعي واحد أعلى بنسبة 0.7% مقارنةً بنسبة 45% لدى عامة السكان. أما أولئك الذين خضعوا لعدة فحوصات، فقد ارتفع خطر إصابتهم إلى ما بين 2.7% و12%.
ويُعد صغار السن الأكثر تأثرًا بهذه المخاطر، إذ وجدت دراسة دولية أن من خضعوا لفحص مقطعي محوسب مرة واحدة على الأقل قبل سن 22 عامًا معرضون بشكل كبير لخطر الإصابة بسرطانات الدم.
كما أشارت أبحاث أخرى إلى ارتباط تكرار الفحوصات خلال الطفولة بزيادة طفيفة في خطر الإصابة بورم دماغي في وقت لاحق من الحياة.
دعا الخبراء إلى ضرورة وضع ضوابط صارمة للأطباء ومقدمي الخدمات الصحية للحدّ من الاستخدام المفرط للتصوير المقطعي المحوسب، والتأكد من أن الجرعات الإشعاعية المستخدمة تظل ضمن الحدود الآمنة، لتقليل المخاطر الصحية المحتملة على المرضى.