رغم رحيل الدكتور عمار بوقس، مؤسس ورئيس مجلس إدارة جمعية الإرادة للموهوبين من ذوي الإعاقة، إلا أنه يظل حاضراً في ذاكرة محبيه الذين عبّروا عن حزنهم نتيجة وفاته، إذ أوصد الموت أمل الحياة في قلب الرجل الذي عُرف بلقب” قاهر المستحيل” ليترك بوقس إرثاً إنسانياً، مؤكداً أن التحديات يمكن تجاوزها بإرادة لا تعرف حدوداً.
وغيب الموت الدكتور عمار بوقس، المعروف بلقب “قاهر المستحيل”، فيما جرت مراسم الصلاة عليه بعد صلاة العصر في جدة، ودُفن جثمانه في مقبرة الرويس، ونعاه مثقفون ومؤلفون ورواد الأنشطة الاجتماعية، وعرف الدكتور بوقس بأنه وُلد بإعاقة جسدية نادرة أثرت على قدرته على الحركة، لكنه لم يستسلم ولم يرضَ بأن تكون إعاقته حاجزاً يحول دون تحقيق طموحاته.
إذ لم يركن للإعاقة بل إنه أصر على إكمال تعليمه وحصل على درجة البكالوريوس في الإعلام من جامعة الملك عبد العزيز في جدة، ليواصل بعدئذ بتقدير امتياز. لم يكتفِ بهذا الإنجاز، بل واصل مسيرته التعليمية حتى نال درجة الماجستير في التخصص ذاته، ليصبح نموذجاً في التميز والتفوق الأكاديمي.
كانت إحدى أعظم إنجازات الدكتور عمار بوقس تأسيسه جمعية “الإرادة للموهوبين من ذوي الإعاقة”. وقد سعى من خلال الجمعية إلى دعم وتشجيع ذوي الاحتياجات الخاصة وإبراز مواهبهم وإبداعاتهم في مختلف المجالات. عمل بوقس على توفير بيئة تدعم إمكانيات هذه الفئة من المجتمع، مؤمناً بأن الإعاقة الجسدية لا تعني بالضرورة إعاقة في الإبداع أو الموهبة.
وقد أصبحت الجمعية منصة لإلهام الكثيرين، إذ قدمت العديد من البرامج والمبادرات التي ساعدت الموهوبين من ذوي الإعاقة على تطوير قدراتهم، وتحقيق طموحاتهم. وكان بوقس يعتبر دعم الموهوبين جزءاً من رسالته الشخصية والمهنية، مؤمناً بأن “الإرادة تصنع المستحيل”، فيما شكلت وفاة الدكتور عمار بوقس صدمةً لدى كثيرين من الذين ألهمهم بتجربته وأفكاره.